دكار..حركة صحراويون من أجل السلام تطالب بالاعتراف الدولي في مؤتمرها الثاني
اختتمت يوم السبت أشغال الندوة الدولية الثانية للحوار والسلام بالصحراء الغربية، التي نظمتها بالعاصمة السنغالية داكار، يومي 27 و28 أكتوبر 2023، “حركة صحراوين من أجل السلام” (MPS) بالتعاون مع “المركز الإفريقي للدراسات الإستراتيجية من أجل السلام” (C.I.S Paix).
أشغال هذه الندوة، التي استمرت على مدى يومين، توجت بصدور “إعلان داكار” الذي يلخص أهداف “حركة صحراويون من أجل السلام” الرامية إلى إيجاد حل سلمي لنزاع الصحراء، بعيدا عن هدير الأسلحة ودماء الحرب. حل يسمح للصحراويين بالخروج من النفق المظلم الذي انجرفت إليه المصالح الخارجية والمشاريع السياسية، عبر انتهاج آلية الحوار على أسس السلام والسلم والتوافق.
إعلان “داكار” فتح أيضا آفاق الأمل للم شمل ساكنات متفرقة وعائلات مشتتة نتيجة بعد الأفراد، وذلك عبر إنشاء “اللجنة الصحراوية للحوار والسلام” التي تتكون من ممثلين عن مختلف التيارات السياسية وأعيان الإقليم، فضلا عن مخيمات اللاجئين، من أجل استكشاف إمكانيات التوصل إلى اتفاق نهائي، نقطة انطلاقه هو مبادرة الحكم الذاتي لعام 2007.
كما طالب إعلان هذه الدورة، في بنوده، بإنشاء منصات لدعم أنشطة “حركة صحراويون من أجل السلام”، بمشاركة المثقفين والسياسيين والخبراء من مختلف البلدان، حتى يتم تعزيز الحركة باعتبارها “طريقا ثالثا” يمكنها الإسهام في حل سلمي لمشكلة الصحراء. وحث أيضا حكومات الدول المؤثرة، وخاصة الولايات المتحدة واسبانيا والاتحاد الأوروبي، على الاعتراف بحركة “صحراويون من أجل السلام” كمحاور ضروري في البحث عن حل سلمي لمشكلة الصحراء الغربية وتقديم المشورة لمبعوثها الخاص ستيفان دي مستورا.
أشغال هذه الندوة عرفت مشاركة كبيرة لشخصيات سياسية بارزة ووزراء وسفراء سابقون بالإضافة إلى شخصيات أكاديمية، في اجتماع ذو طابع عالمي يبرز مدى جدية حركة “صحراويون من أجل السلام” وسكرتيرها الأول بضرورة إيجاد حل نهائي عاجل لسكان الصحراء عبر تقريب وجهات النظر بين مختلف المواقف حتى تتمكن الساكنة من العيش في أمن واستقرار وسلام.
وتخللت الندوة كلمات ومداخلات من كل أنحاء العالم، تدعوا إلى ترسيخ المسار السلمي، عبر التحلي بالعقلانية و التواصل البناء بين سكان الأقاليم الصحراوية ونظراءهم المتواجدين في مخيمات تنذوف، جنوب الجزائر.
سفير التشاد السيد زكريا عصمان، قال بان مسألة الصحراء الغربية باتت قضية معروفة ولكن حضوره الندوة يندرج في إطار إيمانه بتحقيق السلام الذي تنشده القارة الإفريقية، والذي لن يتم إلا بتضافر جهود الكل. ودعا إلى تعبئة المجتمع المدني والإعلام ورؤساء وأعيان القبائل، باعتبارها صندوق السلام، إلى التعاون مع كل الفاعلين من أجل إحلال السلام بالمنطقة.
من جانبها قالت السيدة استر امتولا من جامعة الأمم المتحدة للسلم، أنها سعيدة بحضورها نذوة السلام، من أجل تعزيز التعاون والتعايش بين الشعوب لان هذا ما تحتاجه الصحراء الغربية. قبل أن تضيف، بأن إفريقيا قارة غنية بالموارد لكن نزاعا كمشكل الصحراء يعطل مسيرة التنمية ويجعل القارة مكانا للفقر في العالم. واختتمت بالقول “إن الصحراء الغربية بلد جميل لقد سبق لي أن زرت الداخلة”.
وتميزت مداخلة النائب بالبرلمان الشيلي راوول ليفا، بالتأكيد على ضرورة الحوار والسلام والقدرة على فهم المواقف المعادية من أجل فظ النزاعات. كما نوه بحركة “صحراويون من أجل السلام” لدورها الفعال في تعزيز السلام عن طريق الحوار الذي يعد السبيل الأمثل لحل الأزمات بدل اللجوء إلى العنف.
في حين أشار مواطنه النائب البرلماني أندريس لوغتون، إلى معاناة اللاجئين الصحراويين الذين يتعرضون للعنف في مخيمات تندوف، داعيا إلى إيجاد حل يضمن لهؤلاء كرامتهم الإنسانية بعيدا عن الغايات السياسية. وناشد الصحراوين إلى الانخراط في الحوار الجاد من أجل إيجاد حل سلمي للنزاع وفق مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب في سنة 2007، مبرزا أن الحكامة الجيدة تتجسد في القدرة على تغليب الصالح العام على المصالح الشخصية.