المغرب : تعليمات ملكية بتقديم مساعدات غذائية لفائدة سكان غزة والقدس الشريف

أعطى العاهل المغربي تعليماته لبدء عملية إنسانية تهدف إلى تقديم مساعدات غذائية، عن طريق البر، لفائدة السكان الفلسطينيين في غزة ومدينة القدس الشريف. وحسب بلاغ صدر عن وزارة الخارجية المغربية، تتزامن هذه المساعدات مع حلول شهر رمضان المبارك، وتأتي للتخفيف من معاناة السكان الفلسطينيين، لا سيما الفئات الأكثر هشاشة.
وتتكون المساعدات التي أمر بها ملكُ المغرب لسكان غزة من أزيد من 40 طنا من المواد الغذائية، بما فيها المواد الأساسية. وبالإضافة إلى هذه الإعانات، التي سيتم تقديمها على الخصوص عبر مؤسسة محمد الخامس للتضامن، فقد تفضل الملك محمد السادس، بالتكفل، من ماله الخاص، بجزء كبير من المساعدات المقدمة، لا سيما تلك الموجهة للرضع والأطفال والنساء وكبار السن.
وعلى صعيد آخر، أصدر العاهل المغربي تعليماته لوكالة بيت مال القدس لتقديم مساعدة غذائية لسكان هذه المدينة المقدسة، والتي تشمل توزيع 2000 سلة غذائية تستفيد منها 2000 أسرة، وتقديم 1000 وجبة يوميا لفائدة الفلسطينيين بالمدينة. وتشمل المساعدة، أيضا، إقامة غرفة لتنسيق الطوارئ بمستشفى القدس.
وتؤكد هذه العملية الإنسانية الكبرى على الالتزام الفعلي والاهتمام الدائم للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بالقضية الفلسطينية، حيث كانت مواقف المملكة المغربية المساندة للشعب الفلسطيني دئما تتميز بالفعالية والسرعة، ولا تتبدل بتبدل الظروف. وهذا المعطى يؤكده المؤرخون الذين يستدلون على التواجد المغربي في القدس الشريف وباقي الأراضي الفلسطينية منذ ما يزيد عن ألف سنة.
ولا تشكل هذه المساعدة استثناء، إذ ما فتئ ملك المغرب يولي اهتمامه بالشعب الفلسطيني في هذه الظروف الصعبة، مثل التعليمات التي أعطاها، في يناير 2024، بتخصيص 100 منحة لفائدة الطلبة الفلسطينيين المنحدرين من غزة، وذلك في إطار مِنح الوكالة المغربية للتعاون الدولي. كما أرسل المغرب، في أكتوبر 2023 وبأمر من الملك محمد السادس، طائرتين عسكريتين محملتين بمساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر، إضافةً إلى المساعدات الإنسانية العاجلة التي أمر العاهل المغربي بإرسالها، في شهر ماي 2021، لفائدة الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، وشملت مواد غذائية أساسية وأدوية للعلاجات الطارئة وأغطية.
ومنذ اندلاع العمليات المسلحة في غزة، يُعد المغرب أول بلد يقوم بنقل مساعداته الإنسانية برا وإيصالها مباشرة إلى السكان المستفيدين، حيث تم إيصال الإعانات بواسطة الطائرات المغربية إلى تل أبيب قبل أن تُنقل في شاحنات إلى قطاع غزة. وهذا يبرز بجلاء أن المغرب نجح في نيل ما عجزت عنه القوى الكبرى، حيث تمكن الملك محمد السادس، بفضل المكانة والمصداقية اللتين يحظى بهما، من فتح هذا الطريق، في حين لا زالت معظم الدول تلجأ لعمليات جوية لإنزال المساعدات لغزة، بما يتضمنه ذلك من تحديات، إذ تفتقر هذه العمليات للفعالية وتعَرّض المساعدات للتلف، بالإضافة إلى تسببها، في مستهل الشهر الجاري، في وقوع خمسة قتلى وعدة جرحى بعدما سقطت عليهم طرود مساعدات.
من جهة أخرى، يبرهن هذا النجاح، بما لا يدع مجالا للشك، على أن المغرب لم يجانب الصواب عندما اختار استئناف العلاقات مع إسرائيل، حيث خدم ذلك مصلحة الفلسطينيين منذ الإعلان عن الاتفاق الثلاثي الذي وقعه مع الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل. كما تستعمل المملكة المغربية نفوذها في الأوساط الدولية من أجل الدفاع عن القضية الفلسطينية والمساهمة في الحفاظ على السلم والأمن خدمةً لكافة شعوب المنطقة. ويتأتى ذلك من خلال اعتماد دبلوماسية جادة وبعيدة عن المزايدات، وتجلى ذلك بالخصوص من خلال الرسالة التي وجهها الملك محمد السادس لكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب توقيع الاتفاق الثلاثي.
وتُظهر هذه العملية الإنسانية الدور الذي تطلع به لجنة القدس ووكالة بيت مال القدس في دعم الشعب الفلسطيني من أجل نيل حقوقه المشروعة. حيث تستمر الهيئتان، تحت قيادة العاهل المغربي، في تقديم المساعدات العينية للفلسطينيين، وذلك بالعمل الملموس، وليس بالحملات الدعائية التي تنتهجها بعض الدول من أجل تصفية حساباتها مع المملكة المغربية عن طريق تبني شعارات ثورية متجاوَزة.
وكالات

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button