في الذكرى 25 لاعتلائه العرش… العاهل المغربي يدعو إلى مواجهة أزمة الماء ويجدد تمسكه بالقضية الفلسطينية

وجه جلالة الملك محمد السادس، مساء أمس الاثنين 30 يوليو 2024، خطابا إلى الشعب المغربي، بمناسبة الذكرى 25 لاعتلائه العرش، دعا فيه إلى إبداع الحلول لمواجهة العجز المتزايد في المياه بالمملكة، بسبب توالي سنوات الجفاف، وتأثيرات التغيرات المناخية، وأكد ضرورة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، مع فتح أفق سياسي، ما يسمح بإقرار سلام عادل ودائم في المنطقة.

في خطابه، قال العاهل المغربي، إن توالي ست سنوات من الجفاف، أثر بشكل عميق على الاحتياطات المائية، والمياه الباطنية، وجعل الوضعية المائية أكثر هشاشة وتعقيداً، داعيا السلطات المغربية لاتخاذ إجراءات “استعجالية ومبتكرة”، لتجنب الخصاص في الماء.

كما أكد ملك المغرب على السرعة في تنفيذ آليات السياسة الوطنية للماء، وتحديد هدف استراتيجي “في كل الظروف، والأحوال”، لضمان وصول الماء لجميع المواطنين المغاربة، وتوفير 80% على الأقل، من احتياجات الري، على مستوى المغرب، مشددا في الوقت ذاته، على ضرورة تسريع إنجاز المشاريع الكبرى لنقل المياه بين الأحواض المائية، بهدف الاستفادة من مليار متر مكعب من المياه، التي كانت تضيع في البحر.

وبهذا الخصوص حث جلالته الحكومة المغربية على تسريع إنجاز محطات تحلية مياه البحر، بحسب البرنامج المحدد لها، والذي يستهدف تعبئة أكثر من 1.7 مليار متر مكعب سنوياً، بما يمكن المغرب، بحلول 2030، من تغطية أكثر من نصف حاجياته من الماء الصالح للشرب من هذه المحطات، إضافة إلى ري مساحات كبرى، بما يسهم في تعزيز الأمن الغذائي.

ومن بين أبرز المشاريع المجدولة لتحلية مياه البحر، محطة الدار البيضاء التي ينتظر أن تكون أكبر مشروع من نوعه بإفريقيا، والثانية في العالم التي تعمل بالطاقة النظيفة 100%، إذ اعتبر العاهل المغربي أن التحدي الأكبر، هو إنجاز المحطات، ومشاريع الطاقات المتجددة المرتبطة بها، في التوقيتات المحددة، دون أي تأخير.

ولأن إنتاج الماء من محطات التحلية، يستوجب تزويدها بالطاقة النظيفة، أكد جلالة الملك محمد السادس أنه يتعين التعجيل، بإنجاز مشروع الربط الكهربائي، لنقل الطاقة المتجددة، من الأقاليم الجنوبية إلى الوسط والشمال، في أقرب وقت.

وفي ذات السياق دعا ملك المغرب، سلطات بلاده إلى مزيد من الحزم في حماية الملك العام المائي، وتفعيل شرطة الماء، والحد من ظاهرة الاستغلال المفرط والضخ العشوائي للمياه، كما دعا للمزيد من التنسيق، وتعميم الري بالتنقيط، فضلاً عن اعتماد برنامج أكثر طموحاً، في مجال معالجة المياه، وإعادة استعمالها، كمصدر مهم لتغطية احتياجات الري، والصناعة، وغيرها.

وبخصوص القضية الفلسطينية، أوضح جلالة الملك أن الاهتمام بالأوضاع الداخلية لبلاده، لا تنسي المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مذكراً أنه بصفته رئيساً للجنة القدس، فقد عمل على فتح طريق غير مسبوق، لإيصال المساعدات الغذائية، والطبية، للفلسطينيين في قطاع غزة.

وفي هذا الإطار أكد الملك محمد السادس دعم المملكة المغربية لـ “المبادرات البناءة”، التي تهدف لإيجاد حلول عملية، لتحقيق وقف ملموس ودائم لإطلاق النار، ومعالجة الوضع الإنساني. وقال إن تفاقم الأوضاع بالمنطقة “يتطلب الخروج من منطق تدبير الأزمة، إلى منطق العمل على إيجاد حل نهائي لهذا النزاع”، مضيفاً أنه إذا كان التوصل إلى وقف الحرب في غزة، أولوية عاجلة، فإنه “يجب أن يتم بالتزامن مع فتح أفق سياسي، لضمان إقرار سلام عادل ودائم في المنطقة”.

كما اعتبر جلالته أن اعتماد المفاوضات لإحياء عملية السلام، بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي “يتطلب قطع الطريق على المتطرفين، من أي جهة كانوا”، مشدداً على أن إرساء الأمن والاستقرار بالمنطقة “لن يكتمل إلا في إطار حل الدولتين، وتكون فيه غزة جزءا لا يتجزأ من أراضي الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية”.

 

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button