سلامة الأغذية في موريتانيا: ارتفاع الأمراض المرتبطة بالمواد الغذائية الفاسدة

أصبحت مسألة استهلاك المنتجات الغذائية، نظراً لتأثيرها الصحي، قضية حيوية في مجال الصحة العامة. وهذا ما شكّل محور النقاشات خلال اليوم العالمي لسلامة الأغذية، الذي نظمته يوم الأربعاء الوكالة الموريتانية لسلامة الأغذية في جامعة نواكشوط، تحت شعار: «سلامة الأغذية: العلم وأسس اتخاذ القرار».
يأتي هذا الحدث في وقت تتزايد فيه الأمراض المرتبطة باستهلاك المواد الغذائية الفاسدة.
وقد أشار إلى هذه المسألة عليو ديونغ، الممثل لبرنامج الأغذية العالمي ، الذي أكد أن سلامة الأغذية تظل تحدياً عالمياً. وشدد على ضرورة اتباع نهج متعدد القطاعات للوقاية من الأمراض المنقولة عن طريق الغذاء، والتي لا تزال تحصد الأرواح بحسب منظمة الصحة العالمية. كما تحدث عن الاستراتيجية العالمية 2022-2030 لسلامة الأغذية، التي تدعو الدول إلى تعزيز أنظمة الرقابة، ووضع الصحة العامة في صميم سياساتها.
ومن جهته، ذكّر الأمين العام لوزارة التجارة والسياحة، أمادو الحاج غيّ، بالتقدم الذي أحرزته موريتانيا على مستوى الإطار المؤسسي والتشريعي لتعزيز سلامة الأغذية، مشيداً بإقامة هذا الحدث في الجامعة، باعتبارها رمزاً للمعرفة والابتكار. وقد لاقى هذا النداء لتعبئة مؤسسية واسعة تجاوباً ملموساً، حيث أكد يعقوب ديكانا، عميد كلية العلوم والتقنيات، استعداد الكلية للمساهمة بفاعلية في وقف النزيف الناجم عن استهلاك مواد غير صالحة لتغذية سليمة..
يأتي تنظيم هذا اليوم في إطار المناسبة التي أطلقتها كل من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) منذ عام 2018، والهادفة إلى توعية الجمهور بالأهمية البالغة لسلامة الأغذية في تعزيز الصحة العامة، والأمن الغذائي، والتنمية المستدامة. وقد شهدت التظاهرة نقاشات علمية حول دور البحث العلمي في إنتاج أغذية آمنة، والحلول المحلية لتوفير غذاء صحي ومغذٍّ، إضافة إلى منهج «الصحة الواحدة».
ورغم وجود قوانين صارمة مثل القانون رقم 00-2020 المتعلق بحماية المستهلك، الذي يعتبر بيع المنتجات منتهية الصلاحية جريمة، فإن السلطات العمومية تقوم سنوياً بإتلاف مئات الأطنان من المنتجات الغذائية الفاسدة أو المنتهية الصلاحية.
وتنتشر عمليات إعادة التدوير والتلاعب في تواريخ الصلاحية بشكل واسع في البلاد، في ظل ضعف الرقابة والجودة، خصوصاً في محلات البقالة، مما يعكس حجم الظاهرة. وتقوم إدارة حماية المستهلك ومكافحة الغش بعمليات تفتيش دورية لمواجهة هذه الإشكالات.
وقد جدد المدير العام للوكالة الموريتانية لسلامة الأغذية، محمد الحسن بريكه، التأكيد على «التزام الحكومة الموريتانية، بتوجيهات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني»، بجعل الأمن الغذائي أولوية وطنية. وأبرز الجهود التي تبذلها الوكالة، من تعزيز الرقابة، وتوسيع القدرات التحليلية، ورقمنة إجراءات التتبع، وحملات التوعية التي تستهدف كافة الفاعلين في سلسلة الغذاء.