قمة المستقبل: خطاب رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الإفريقي
أكد فخامة رئيس الجمهورية، رئيس الاتحاد الإفريقي، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، خلال كلمته في قمة المستقبل المنعقدة اليوم الاثنين في نيويورك على هامش الدورةالتاسعةوالسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة، أن هذه القمة تشكل فرصة استثنائية ثمينة استدعاها الوعي المتعاظم لدى كل الدول والشعوب بوحدة المصير الإنساني وبالمسؤولية الجماعية اتجاه المستقبل المشترك للإنسانية.
وقال صاحب الفخامة إن ما تعرض له العالم في الآونة الأخيرة من صدمات عنيفة وما يجتاحه من أزمات حادة لمدعاة للقلق الشديد على المستقبل المشترك، مضيفا أن القارة الإفريقية، كاتحاد، وكدول، بذلت جهودا كبيرة في سبيل تحقيق أجندة 2063 المنسجمة تماما مع أهداف التنمية المستدامة.
واعتبر فخامة رئيس الجمهورية،أن موريتانيا، عملت بجد، على محاربة العنف والإرهاب والفقر والهشاشة وعلى ترقية وتأهيل رأس المال البشري، وعلى الإسهام في تحقيق الاندماج الاقتصادي الإفريقي، مضيفا أن النتائج المحرزة، إجمالا، في هذا السياق، إقليميا ودوليا، لا ترقي إلى المستوى المطلوب والمبتغى؛ والأدهى من ذلك أن عوائدها الأمنية والإنمائية قوضتها الحروب والنزاعات والأزمات الاقتصادية وكذلك التغيرات المناخية وعبء المديونية واختلالات الحكامة الدولية والسياسة والاقتصادية.
وأضاف فخامة رئيس الجمهورية أنه ولمواجهة كل هذه التحديات كان لزاما على المجتمع الدولي البحث عن حلول جذرية، ناجعة وفعالة، تؤسس لبرنامج عمل مشترك، لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بتجديد الثقة والتضامن بين الشعوب والبلدان وببعث ديناميكية جديدة في التعاون المتعدد الأطراف وبإعادة صياغة قواعد الحكامة الدولية، المالية والسياسية.
وعبر فخامة رئيس الجمهورية عن ترحيب بلادنا التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، بميثاق المستقبل الذي سيتم اعتماده، مجددا، مطالبته بإصلاح منظومة الأمم المتحدة، وبخاصة مجلس الأمن الدولي، بنحو يتيح للقارة الافريقية إيصال صوتها بالقوة التي تضمن مراعاة أولوياتها في الأجندات الدولية.
ودعا فخامة رئيس الجمهورية إلى ضرورة حل مشكل المديونية وتعزيز التعاون لرفع التحديات البيئية المتعاظمة وترقية التعاون المتعدد الأطراف وضمان الأمن والسلم الدوليين للتمكن، من انتشال الكوكب من الضياع وبناء تنمية مستدامة شاملة توفر الرقي الازدهار لكافة شعوب ا لعالم.
حضر افتتاح هذه القمة إلى جانب فخامة رئيس الجمهورية، كل من معالي الوزير المكلف بديوان رئيس الجمهورية السيد الناني ولد أشروقه، ومعالي وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السيد محمد سالم ولد مرزوك، ومعالي وزير الاقتصاد والمالية السيد سيدي احمد ولد أبوه، وسعادة سفير بلادنا لدى الأمم المتحدة السيد سيدي ولد محمد لغظف.
————————————————————————————————————————————————
خطاب فخامة رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية
السيد محمـد ولد الشيخ الغزواني
أمام قمة المستقبل
نيويـــورك
للفترة من 23 إلى 30 سبتمبر 2024
بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على أشرف المرسلين؛
– السيد الرئيس؛
– أصحاب الجلالة والفخامة والسمو والمعالي والسعادة؛
– أيها السادة والسيدات؛
تشكل قمة المستقبل هذه فرصة استثنائية ثمينة استدعاها الوعي المتعاظم لدى كل الدول والشعوب بوحدة المصير الإنساني وبالمسؤولية الجماعية اتجاه المستقبل المشترك.
وإن ما تعرض له عالمنا في الآونة الأخيرة من صدمات عنيفة وما يجتاحه من أزمات حادة لمدعاة للقلق الشديد على المستقبل المشترك
فنحن، إذا ما استمرينا في سعينا إلى تحقيق أهداف التنمية المستديمة على نفس المسار وبنفس الآليات والوتيرة، لن نتمكن في المدى المنظور، لا من القضاء على الفقر ولا من إحلال الأمن والسلام ولا من استعادة التوازن البيئي لكوكبنا ولا من بناء تنمية مستديمة شاملة.
ولا يخفي ما في تعثر أو تباطئ وتيرة تقدمنا على طريق تحقيق هذه الأهداف من انعكاسات هدامة على حاضرنا ومستقبل كوكبنا وأجيالنا القادمة.
ولذا بذلت القارة الإفريقية، كاتحاد، وكدول، جهودا كبيرة في سبيل تحقيق أجندة 2063 المنسجمة تماما مع أهداف التنمية المستديمة.
وفي هذا الإطار، عملت بلادنا، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بجد، على غرار بقية الدول الإفريقية، على محاربة العنف والإرهاب والفقر والهشاشة وعلى ترقية وتأهيل رأس المال البشري وعلي الإسهام في تحقيق الاندماج الاقتصادي الإفريقي.
لكن النتائج المحرزة، إجمالا، في هذا السياق، إقليميا ودوليا، لا ترقي إلى المستوى المطلوب والمبتغى؛ والأدهى من ذلك أن عوائدها الأمنية والإنمائية قوضتها الحروب والنزاعات والأزمات الاقتصادية وكذلك التغيرات المناخية وعبء المديونية واختلالات الحكامة الدولية والسياسة والاقتصادية.
ولمواجهة كل هذه التحديات كان لزاما على المجتمع الدولي البحث عن حلول جذرية، ناجعة وفعالة، تؤسس لبرنامج عمل مشترك، لتسريع تنفيذ أهداف التنمية المستدامة بتجديد الثقة والتضامن بين الشعوب والبلدان وببعث ديناميكية جديدة في التعاون المتعدد الأطراف وبإعادة صياغة قواعد الحكامة الدولية، المالية والسياسية.
وإن بلدنا الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الأفريقي، ليرحب بميثاق المستقبل الذي نحن بصدد اعتماده، ويجدد، من هذا المنبر، مطالبته بإصلاح منظومة الأمم المتحدة، وبخاصة مجلس الأمن الدولي، بنحو يتيح لقارتنا إيصال صوتها بالقوة التي تضمن مراعاة أولوياتها في الأجندات الدولية.
كما يطالب بحل مشكل المديونية وتعزيز التعاون لرفع التحديات البيئية المتعاظمة وترقية التعاون المتعدد الأطراف وضمان الأمن والسلم الدوليين لنتمكن، معا، من انتشال كوكبنا من الضياع وبناء تنمية مستدامة شاملة توفر الرقي الازدهار لكافة شعوب ا لعالم.
أشكركم والسلام عليكم ورحة الله تعالى وبركاته.