الحكومة- تغييرات في الافق

راهن رئيس الوزراء، مختار ولد دياي، على عدة شخصيات لتكون جزءاً من حكومته التي شُكّلت قبل عام. وعلى الرغم من الآمال التي أُثيرت لمتابعته المنتظمة لبرامج عمل الحكومة، إلا أن الفعالية غابت عن عدد من الوزراء. ومنذ ذلك الحين، يُثار الحديث عن فرصة “تصحيح” قد تُطيح بالوزراء المتعثرين.
رئيس الوزراء، مختار ولد دياي، ليس على الأرجح هو “الصمّام” الذي ينبغي على الرئيس ولد الغزواني تفعيله لبث المزيد من الطاقة في الفريق الحكومي. فمثل الرئيس، يرى رئيس الوزراء أيضاً أنه من الضروري اليوم تصحيح أوجه القصور الحكومية التي ظهرت على السطح بفعل الأزمات المتعددة، خاصة أزمة المياه والكهرباء.
متى سيتم تعديل الحكومة؟ وما مدى حجم هذا التغيير المحتمل؟ لو كان القرار بيد صالونات نواكشوط، لما انتظر هذا التغيير حتى عودة الوزراء من عطلتهم. ومع ذلك، تشير كل الدلائل إلى أن رئيس الجمهورية، محمد ولد الغزواني، سيستغل عطلته الصيفية للتفكير ملياً في تشكيلة حكومية جديدة، قد يسند قيادتها مرة أخرى إلى رئيس الوزراء، مختار ولد دياي.
العطش العام والانقطاعات الكهرباء المستمرة قد يكونان أقنعا الرئيس بضرورة تغيير بعض الآليات، وتجريب توازن جديد في بداية ولايته الأخيرة، من أجل الحفاظ على تماسك الهيكل الحكومي. ضخ دماء جديدة مع الحفاظ على خبرة الأعضاء هو نوع من التوازن الذي قد يبني عليه الرئيس هذا التغيير استجابةً لتطلعات الشعب ولوعوده الانتخابية “طموحي من أجل الوطن“.
في معسكر الرئيس، يرى البعض أنه قد طُعن في الظهر، لأن بعض الوزارات فشلت ببساطة في تنفيذ التزاماته. والحقيقة أن لا شيء قد فُقد بعد، لكن يجب الاعتراف بأن بعض القطاعات الحكومية ما زالت تراهن على حملات إعلامية صاخبة. مسؤولون يسلّون الجمهور بدلاً من تنفيذ تعهدات الرئيس على أرض الواقع. هذا العرض الهزلي لم يعد يخدع الرئيس، بينما بدأ الشعب يعيش مشاكل كثيرة. والأسوأ أن الناس باتت تعاني أشد المعاناة من سوء التدبير الذي جعل البرنامج الانتخابي للرئيس موضع سخرية عند المعارضة.
وعلى بُعد خطوة من نهاية ولايته الأخيرة، لم يعد بإمكان الرئيس أن يمنح “أعذاراً” لأولئك المسؤولين عن تنفيذ برنامجه السياسي. عطلته قد لا تكون سوى خلوة للتفكير في أسلوب جديد للإدارة يعيد للحكومة هيبتها. لم يعد هناك مجال للخطأ أو للمظاهر الكاذبة. عودة الحكومة من عطلتها لن تكون سهلة على جميع الوزراء. فالبعض يشك أصلاً في أنه على قائمة المغادرين.
ومن المتوقع أن يقدم عدد من الوزراء استقالاتهم لتصحيح الخلل الحاصل في إدارتهم للمصلحة العامة. من سينجو؟ ومن سيرحل؟ من الواضح أن الوحيد الذي قد يعرف الأسماء التي همس بها الرئيس هو “المايسترو” ورئيس الوزراء، ولد دياي.
التغيير قد لا ينتظر الا عودة الرئيس نفسه من عطلته.