رئيس الجمهورية يبدأ قريبًا زيارة عمل واطلاع إلى ولاية الحوض الشرقي

يبدء رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني قريبًا زيارة عمل واطلاع إلى ولاية الحوض الشرقي للاطلاع عن كثب على التحديات العديدة التي تواجه المنطقة.
في إطار التحضير لهذه الزيارة التي تُعد على قدم وساق، أعلنَت الحكومة عن تعبئة مبلغ 27 مليار أوقية لتمويل برنامج طارئ للتنمية خاص بهذه الولاية ذات الطابع الزراعي والرعوي.
منطقة عند تقاطع التحديات الأمنية والصحية والرعوية
تأتي هذه الجولة الرئاسية، التي يُتوقّع أن تدوم ثلاثة أيام على الأقل في أكبر خزان انتخابي في البلاد، في سياقٍ يتّسم بالعديد من التحديات التي تواجه هذه المنطقة الإستراتيجية شرق البلاد، المتأثرة بشدة بالأزمة الأمنية في مالي المجاورة، وباستقبالها لأكثر من 300 ألف لاجئ طوارقي مقيمين في مخيم امبره وضواحيه.
تُعدّ ولاية الحوض الشرقي، ذات الامتداد الحدودي الواسع مع مالي، منطقةً ذات موقع محوري من الناحيتين الأمنية والرعوية. وتواجه ساكنتها سلسلة من الصعوبات المرتبطة بأمن الحدود، وتدهور ظروف الحياة الرعوية، وهشاشة البنى التحتية الصحية والتعليمية.
كما تؤثر تغيرات المناخ، وضغط الموارد المائية، وتراجع إنتاجية الثروة الحيوانية، وحركات السكان على زيادة هشاشة الأوضاع المحلية.
وفي مواجهة هذه الظروف، تهدف زيارة الرئيس إلى الوقوف على هموم المواطنين، وتفعيل الدور السيادي للدولة في المنطقة، وإطلاق مجموعة من المبادرات العملية لتحسين حياة السكان اليومية.
برنامج طارئ بقيمة 27 مليار أوقية على مدى 30 شهرًا
يغطي البرنامج التنموي الطارئ الذي أعلنته الحكومة فترة ثلاثين شهرًا، ويشمل إحدى عشرة ولاية من ولايات البلاد، تتصدرها ولاية الحوض الشرقي كأولوية قصوى.
يهدف البرنامج إلى سد فجوة الاستثمار في هذه المنطقة، ويتضمن:
* بناء وإعادة تأهيل البنى التحتية الطرقية لفك العزلة عن المناطق الريفية وتعزيز المبادلات الاقتصادية؛
* تطوير المرافق الصحية عبر إنشاء وتجهيز مراكز صحية قريبة من المواطنين؛
* ترميم وتوسيع المدارس والمؤسسات التعليمية لتحسين الولوج إلى التعليم في المناطق النائية؛
* تعزيز الوصول إلى مياه الشرب والكهرباء، خصوصًا في البلديات الريفية الأكثر هشاشة.
ويهدف هذا المخطط إلى تقليص الفوارق الجهوية وتحقيق تنمية متوازنة على المستوى الوطني، انسجامًا مع رؤية الرئيس الغزوانيالتي تسعى إلى تنمية منسجمة وشاملة ومتضامنة.
لقاءات مع المنتخبين والسكان
خلال جولته، سيعقد رئيس الجمهورية لقاءات مع المنتخبين المحليين والأعيان وممثلي المجتمع المدني، من أجل الاستماع إلى تطلعاتهم ومقترحاتهم حول القضايا الملحّة.
وتُجسّد هذه المقاربة التشاركية القائمة على التشاور رغبة رئيس الدولة في تعزيز تنمية منطلقة من الواقع المحلي ومدعومة من الفاعلين الميدانيين.
تندرج زيارة الرئيس الغزواني إلى الحوض الشرقي ضمن ديناميكية أشمل لتعزيز اللحمة الوطنية وتقريب الإدارة المركزية من المواطنين.
وهي تعكس التزامًا سياسيًا واجتماعيًا واضحًا بعدم ترك أي منطقة على هامش التنمية، وضمان تمتع كل مواطن موريتاني بالخدمات الأساسية.
ومن خلال هذا البرنامج الطارئ الممول بـ 27 مليار أوقية، تُظهر الحكومة الموريتانية طموحًا واضحًا يتمثل في الاستجابة السريعة للطوارئ الاجتماعية، وتحفيز التنمية المحلية، واستعادة ثقة المواطنين في العمل العام.
غير أن نجاح هذه المبادرة سيعتمد على حسن تنسيق الجهود، والمتابعة الدقيقة للمشاريع، والمشاركة الفاعلة للمجتمعات المحلية في تنفيذها.
وهو جهد يبدو أن رئيس الوزراء الحالي مختار ولد اجاي يقوده بعزمٍ وجدية.