مقال للسفيرة كيرشت: احتضان الحلم الأمريكي من خلال المسارات القانونية
مع تزايد ترابط عالمنا، فإن الرغبة في الحصول على فرص أخرى غالباً ما تدفع الأشخاص إلى البحث عن آفاق جديدة. وفي هذا السياق، سمعنا مؤخرًا المزيد والمزيد عن قيام الموريتانيين برحلة خطيرة وغير مؤكدة في كثير من الأحيان من أجل “القفز من الجدار” إلى الولايات المتحدة. وفي بعض الحالات، نسمع قصصًا عن الصعوبات والمخاطر التي يواجهها هؤلاء في محاولتهم الوصول إلى الولايات المتحدة. ومن المؤسف أن ذلك شمل أيضًا وفاة بعض من الذين يقومون بهذه الرحلة المحفوفة بالمخاطر. ان الولايات المتحدة تُعرف منذ فترة طويلة بأنها منارة للمهاجرين القادمين إلى شواطئها، ونتيجة لذلك، لدينا العديد من الطرق التي يمكن للأشخاص من خلالها الهجرة بشكل قانوني إلى الولايات المتحدة. ولتحقيق هذه الغاية، يسعدنا أن نعلن عن إطلاق حملة إعلامية تهدف إلى رفع مستوى الوعي حول المسارات القانونية للسفر إلى للولايات المتحدة مع تسليط الضوء على مخاطر الهجرة غير الشرعية.
ففي الأسابيع المقبلة، ستسعى حملتنا جاهدة إلى تبديد الخرافات والمفاهيم الخاطئة المحيطة بالهجرة، مع التركيز على الطرق القانونية المختلفة المتاحة لأولئك الذين يطمحون لزيارة الولايات المتحدة أو بناء حياتهم فيها. مهمتنا هي التنوير والتنبيه الى مجموعة متنوعة من التأشيرات التي توفر الدخول القانوني إلى البلاد، وكل منها يلبي احتياجات وأغراض مختلفة.
من التأشيرات السياحية والتجارية المعروفة إلى تأشيرات العمل والعبور وتأشيرات الطلاب المتخصصة، هناك العديد من القنوات الشرعية. وسنسلط الضوء على الفرص الأقل شهرة، مثل التأشيرات المصممة لمتخصصي الرعاية الصحية مثل الممرضون والأطباء، وهو ما يؤكد انفتاح الولايات المتحدة على الأفراد والمهارات التي تساهم في بناء مجتمعنا.
ان احدى أبرز المبادرات التي قدمتها الولايات المتحدة في القرن الماضي هو برنامج تأشيرات التنوع. لقد تم إنشاء هذا البرنامج لتصحيح التمثيل الناقص لبعض البلدان في الولايات المتحدة، ويوفر فرصة فريدة لمواطني بعض البلدان، بما في ذلك موريتانيا، لتأمين مسار قانوني إلى الولايات المتحدة. ومن المثير للدهشة، أنه على الرغم من الإمكانات التي يحملها، فإن القليل من الموريتانيين دائما ما يقدمون بطلبهم لهذا البرنامج. ومع ذلك، فإن العديد منهم تم اختيارهم لهذا البرنامج وسافروا إلى الولايات المتحدة مع أسرهم ويساهمون الآن بمهاراتهم وثقافتهم ووجهات نظرهم في النسيج المتنوع للمجتمع الأمريكي. من المهم أن ندرك أن برنامج تأشيرات التنوع ليس مجرد فرصة؛ إنها فرصة مجانية. ومن المقرر أن يتم فتح باب التقديم لهذا البرنامج في شهر أكتوبر القادم وينبغي استغلال هذه الفرصة. ستنشر السفارة إعلانه الرسمي في أواخر شهر سبتمبر الجاري.
وفي حين أن السبل القانونية تمهد الطريق لمستقبل آمن وواعد، فمن الأهمية بمكان أن نعترف بالمخاطر الجسيمة المرتبطة بالهجرة غير الشرعية. فالرحلة محفوفة بالمخاطر، بما في ذلك التهديد بالاغتصاب والسرقة والمواجهات الخطيرة مع العصابات الإجرامية، وهي بمثابة تذكير صارخ بأهمية الالتزام بالمسارات القانونية. إن الطريق القاسي عبر التضاريس الوعرة يعرض المهاجرين لمصاعب لا يمكن تصورها ويضع حياتهم في خطر.
وبينما نبدأ هذه الحملة، فإننا نحث الأشخاص على أن يصبحوا مناصرين مطلعين لمستقبلهم. المعرفة أداة قوية وفهم المسارات القانونية للسفر للولايات المتحدة هي الخطوة الأولى نحو غد أكثر إشراقًا وأمانًا. فمن خلال تسليط الضوء على الخيارات المتاحة، نهدف إلى تعزيز ثقافة اتخاذ القرارات الصحيحة التي من شأنها المساعدة في اتخاذ خيارات تؤدي إلى حياة آمنة ومزدهرة. إن السعي إلى تحقيق الحلم الأميركي أمر مثير للإعجاب، ولكن دعونا نتذكر أن الرحلة إلى هناك لابد أن تكون قانونية. تابعوا منصاتنا للمزيد من المعلومات في الأيام المقبلة.
https://mr.usembassy.gov/ar/embracing-the-american-dream-through-legal-pathways-by-ambassador-kierscht/